Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الفكر - علوم الطاقة

 

 

بداية الطريق، إلى حدوث الخروج الحقيقي

 

 

تجربتي في الإسقاط النجمي والأحلام الواضحة هي مرحلة غيرت مفاهيمي وإدراكي لكل شيء حولي إلى الأبد, وفي الحقيقة من الصعب أن أتصور نفسي اليوم بدون هذه الرحلة التي مازالت مستمرة نحو اللاوعي والذات, والتي لم أستطيع مشاركتها مع العديد من الأفراد بسبب طبيعة المستوى الثقافي والمعرفي للمجتمع من حولي, أعتقد وفي مرحلة ما فإنه من المناسب حقاً أن ننظر للماضي... إلى محاولاتنا الأولى لتذكر حلم ما, بذل جهد للسيطرة على الأفكار والتأمل, تكوين كرة للطاقة, أو حتى المرة الأولى التي سمعنا فيها بمصطلحات كانت تبدو لنا عجيبة للوهلة الأولى كالإسقاط النجمي والأحلام الواضحة.

رغم أن العديد من الأصدقاء حولي يعتقدون بأنني متقدم في هذا المجال إلا أنني لا أرى نفسي سوى في بداية الطريق, وفي الحقيقة لا أبالي كثيراً بمقاييس التقدم والتأخر, ففي هذه المجالات فإن جمال التجربة وما تتعلمه منها هو الأهم, عندما أدركت بداية الطريق وكيف يمكن أن يضع الشخص قدميه على عتبة الأولى لللاوعي, سخّرت معظم إمكانياتي ووقتي في محاولة فهم وتطوير وتسريع العملية التي يمكن من خلالها إكتشاف هذا النطاق الجميل من وجودنا, أعتقد أنني كنت محظوظاً نوعاُ ما, فكثيراً ما كنت أجد نفسي خاصة في تجاربي الأولى للخروج الواعي من الجسد في أماكن ونطاقات لم يكن من المفترض أن أصل لها,  كما أن الصدفة ساعدتني كثيراً في الخروج من مآزق أو مشاكل عديدة واجهتني سواء النظرية منها أو العملية والتي كادت أن تدمر إستقراري النفسي والصحي لفترة طويلة, كما أن طبيعتي الفضولية والعنيدة ساعدتني في محاربة الملل عندما كانت تفشل محاولاتي وأفكاري أو أخفق لفترة طويلة من الزمن, كما أن حبي الشديد للقرآءة وخاصة من المصادر الأجنبية هو ما ساعدني على تجاوز مراحل عديدة يمضي البعض فيها سنوات طويلة بطريقة التعلم عن طريق التجربة والخطأ, كما ساعدتني على مجاراة بعض الموهوبين في هذا المجال والذين في الغالب لا يعرفون تماماً كيف يستخدمون مواهبهم بفاعلية كافية بسبب نقص المعرفة, هذا جعلني أشعر بأنني مدين لهذا الكون والوجود بشيء ما, وتركني مع معرفة لا يمكن نقلها بسهولة ولكنها كانت قادرة على تغير كل شيء أعرفه, لذا حاولت أخذ إستراحة بسيطة أحاول من خلالها وبكل جهدي أن أضع أشخاص آخرين على بداية الطريق, حاولت عمل ما يشبه إرشادات ومواد تعليمية ونشرها مجانناً عن شبكة الإنترنت, كما ترجمة بعض المراجع الأجنبية في بعض المواضيع التي تخص هذا المجال, في الفيديوهات والمواد التعليمية التي حاولت من خلالها مساعدة الأفراد على إختبار مستويات معنية من الإسقاط النجمي والأحلام الواضحة إستخدمت مراجع وتقنيات وانظمة يستخدمها خبراء في مجال الطاقة والإسقاط النجمي كروبرت بروس وستيف جي جونز ونيكولاس نيو بورت وغيرهم, خلال كل تلك الفيديوهات والمواد التعليمية لم أعرض الكثير من خبرتي المباشرة أو تجربتي بقدر ما عرضت خبرة ومعرفة هؤلاء والتي أغنت تجربتي ولكن لم تكن صاحبة الفضل في ظهورها, سبب ذلك هو ثقتي بهؤلاء الخبراء, ولكنني وجدت بعد فترة ودراسة متأنية بأن جميع تقنياتهم تفقتد لعنصر مهم وهو "المرح". عنصر كهذا لا يبدو مهماً لك بل على الأرجح يبدو سخيفاً للوهلة الأولى, ولكنني تعلمت قوة هذا العنصر في مرحلة متأخرة جداً في تثبيت حالة الإسترخاء والتعلم لفترة طويلة, وعندها لم أتعجب إطلاقاً عندما سمعت بأن 50% مما تتعلمه عقولنا يكون قبل سن السابعة, ذلك أننا نكون أطفال في هذه المرحلة مستعدين للتعلم بدون أي حواجز أو موانع فكرية لذا كل هذا الإهتمام الذي يصرف على التدريس منذ سن مبكرة, بعد سن معينة يصبح تلقي العلم ليس متعة بل همّاً, ليس لأن العلم أصبح أصعب بل لأن عقولنا لا تساعدنا في التعلم كوننا نعتمد على ما يسمى التفكير السريع والإنطباعات المسبقة والتي تحدد تقريباً كل شيء نتعلمه حتى الموت, فقط تأمل كم هي الحواجز التي تصنع في عقلك وكيف يصبح التعلم بالنسبة لك مملاً وصعباً بينما كان متعة في مرحلة الطفولة, لاحظ كيف كان تعلم اللغة سهلاً للغاية في مرحلة الطفولة بينما تعاني الآن لإتقان لغة ثانية أو ثالثة! ولا أخطط هنا للتعمق أكثر في هذا الجانب ولكنني أحب أن أوضح بأن الأطفال هم أعظم المتعلمين, وأنا لدي إحترام شديد لهذا العقل الطفولي عندما يتعلق الأمر بالتعليم, وعليك هنا أن تحاول قدر الإمكان جلب هذا العقل إلى هنا خاصة في فهم الظواهر الباراسيكيلوجية التخاطر والإسقاط النجمي أو الحواس بعيدة المدى, فلا تقل "هذا مستحيل" بل فكر بالأمر كما يفكر به طفل في السادسة من عمره فقل "ما هذا وكيف يعمل؟" أحضر الطفل الذي داخلك ليحاول التعلم وليس النقد مما هو موجود هنا واترك خلفك ذلك العقل الراشد الذي لا وظيفة له سوى تقسيم الأشياء والحكم السريع والمنطقي عليها, خذ هذه الحالة على سبيل المثال: اذكر أنني عندما كنت طفلاً وبكيت في إحدى المرات حاولت مسح الدموع من عيني وهي مغلقة وعندها ضغطت بشكل خفيف عليها مما سبب ظهور ما يشبه ألوان خفيفة في خلفية الجفن, ومنذ ذلك الوقت كنت عندما أرغب في رؤية تلك الألوان والأشكال الهندسية المعقدة والهلوسات أقوم فقط بإغماض عيني والضغط عليها بكلتا يدي لفترة لتظهر هذه الهلوسات من جديد, هذا الهلوسات تسمى "الهلوسة الهبناكوكية", العلماء يستخدمون أساليب معقدة لإنتاجها كإستخدام العقاقير أو التأثير على المخ بموجات معينة أو تسليط موجات كهربائية على شبكية العين وغيرها لإنتاجها, وكأنه بالفعل لا أحد يعرف بان الضغط الخفيف المستمر على العين قادر على إعطاء نفس النتيجة, عندما يتعلق الأمر بحل مشكلة أو التقدم في أمر معين كالتعلم أو الإبداع فإن العقل الطفولي متفوق بأضعاف على العقل المنطقي والمتسرع, الآن عندما أحاول تعليم البعض كيف يرون الهلوسة الهبناكوكية فإنهم يبدأون في التفكير "هل سيضر هذا العين؟" "هل هذا آمن" أنا "أخاف من هذه التجربة" "كيف أفعله بالضبط؟!!" وما شابه, وأحيانناً عندما أطرح تقنية في الخروج من الجسد أو تكوين أحلام واضحة فإن معظم من يتعلم التقنيات لا يقوم بتنفيذها فقط لأنها تبدو سهلة, عقولهم ببساطة ترفض الأمر لأنه بسيط, فيقولون "من المستحيل أن تكون هذه هي الطريقة! بالتأكيد أنت تخفي شيئاً ما؟" والعديد منهم لا يمارس التوكيدات أو قانون الجذب أو التنويم المغناطيسي الذاتي فقط لأنها أشياء تبدو سهلة, فعقولنا تنكر أي قدرة لأشياء بسيطة على إحداث فروق كبيرة, عليك هنا وبالذات في ما سأعرضه من أساليب أو تقنيات أن لا تُخدع ببساطتها التي خدعت انا نفسي بها وجعلني ذلك لا أقوم بالتفكير بتعليمها لأحد رغم فاعليتها, هذه نقطة مهمة للغاية, أرجو أيضاً المعذرة إذا كان بعض الشرح يبدو طويلاً أحيانناً أو يخرج قليلاً عن النقطة الرئيسية كون هذا حال أي مذكرات عن الماضي, ولكنني سأبذل جهدي لتحديد نقاط واضحة يجب عليك السير عليها في نهاية أي شرح طويل بحيث تبقى البساطة والسهولة هي السائدة في خلاصة كل تجربة, سأقسم هذا العمل إلى جزئين, في الجزء الأول سأقوم فقط بذكر التجارب الأولى التي أعتقد أنها سببت لي ظهور أول حالة خروج واعي من الجسد مع ذكر بعض الملحوظات الخفيفة في نهاية كل تجربة أبين ما أتصور أنه حصل خلالها حتى لا يلتبس الأمر على البعض, في الجزء الثاني من هذا العمل سأقوم بوضع مجموعة من التقنيات والتمارين والأساليب التي إستخلصتها من التجارب المذكورة وهي التي يمكن لك البدء في ممارستها للحصول على نتائج يمكن التحكم بها.

هذا النظام جميل لأنه سيسمح لك تماماً برؤية التقنيات كيف بدأت وتطورّت إلى شكلها النهائي, بدلاً من أخذها فقط والمباشرة بتنفيذها, هنا أريد إعادة التأكيد على المبدأ السابق الذي تناولته في البداية, وهو انه ليس هناك مشكلة أو معضلة لحلها, بالنسبة لي الإسقاط النجمي حسب طريقتي هو شيء لتدركه, الطفل يدرك أنه قادر على المشي ولكن لا ينتبه إلى أقدامه ووجودها, فقط عندما يزيد وعيه قليلاً يصبح على معرفة بأن قدمه هي التي تعمل على إنتقاله من مكان إلى آخر, الإسقاط النجمي يحدث طبيعياً خلال النوم, والأمر يتعلق بزيادة الوعي نحو ذلك النطاق الخاص بوجودك عندها تدرك بأن الإسقاط النجمي هو الذي ينقل وعيك خلال تلك الفترة من الليل, لقد أمضيت وقت لا بأس فيه في دراسة بعض الظواهر الروحية الخاصة بالطرق الصوفية لأتفاجأ في النهاية بأن الإسقاط النجمي معروف لديهم, وخاصية يتمتع بها أولياؤهم, بأدني قدر من المعرفة والتقنية, ويحصلون على مستويات عالية جداً من الإسقاط النجمي لم يحصل عليها أكثر الباحثيين الغربيين إهتماماً بمجال الإسقاط النجمي والأحلام الواضحة.

خطأ علوم الطاقة والعلوم التي تحاول تعليم الإسقاط النجمي في هذا العصر حسب رأي هي الطريقة التي أصبحت تُقدم بها إلى الناس, في تجربتي الخاصة بدأت بالإصطدام بمفهوم الهالة والطاقة ومصطلحات طاقية أخرى ليس عن طريق منهج مكتوب, أو دورة عملية, أو إفتراضات مسبقة, لذا كوّنت في داخلي هذه الرغبة الملحة في الفهم والوعي بظاهرة أراها أمامي كما ساعدت في قبول الظاهرة بدون دفاعات عقلية أو إجتماعية معينة ترتبط بفلسفات علوم الطاقة الشرقية, فهذه الأشياء بالنسبة لي لم تكن درس أكاديمي يمكن شرحه وتلخيصه وعمل إمتحانات وأسئلة بإجابتها يصبح بعدها الشخص عالماً بهذا النطاق من التجربة, بل هو شيء لتشعر به وتعيه, وبذلك كونت رابط عاطفي إتجاه هذا الشيء وكأنني أقبل بأبعاد وجودي التي إكتشفتها حديثاً وتقدمت نحوها ككل وليس كسهم حاد يدخل عميقاً في المياه ولكن سرعان ما يطفوا مجدداً, وهذا ما يحصل للمتدربين في مجال الطاقة, فهم -حسب رأي- نزعوا كل الروحانية والوعي من هذه العلوم وحولوها إلى "مجموعة من التقنيات" التي تفهم منطقياً وبطريقة معينة ولغرض معين (وبالطبع بمبلغ معين من المال)، لديهم دورات للعلاج بالطاقة ودورات لرؤية الهالات ودورات للتخاطر ودورات للجلاء البصري أو التحريك عن بعد ودورات لإسقاط النجمي وماشابه, ولكن هناك دائماً شيء ناقص في كل ذلك, كون هذه الدورات تدخلك إلى أبعاد وجودك الخفية خلال مركز العقل بدرجة أولى, مهملة الجانب الروحي والوعي في المسألة أو القلب الروحي, لذا من النادر أن تجد معلمي طاقة حقيقيين يقومون بفعل ما يشبه المعجزات, ولكن من الشائع جداً أن تجد مدرب طاقة جلف في التعامل ومادي للغاية, إذا أردت الصحة قم بهذا, وإذا أردت المال الوفير فقم بالتلاعب بطاقة المكان بطريقة ما, وإذا أردت جذب شيء فإفعل كذا وكذا... ولكل مشكلة لها تقنية أو أداة محددة ما, ولكن أليس هذا كله بثمن؟

أعتقد أن الثمن المدفوع هو الوعي,عندما نسبق المعرفة المخصص لنا عن طريق إستعارة معرفة خارجية فإننا لا نمهل طاقتنا الوقت الكافي لبناء ثقة كافية معها, هذا يشبه أن يعامل شخص زوجته وفق قوانين البرمجة العصبية والمنطق, في العادة سينجع في إقناعها وتوجيهها بالطريقة التي يريدها ولكن في قرارة نفسه يستعين بكل هذه الأدوات لأنه عاجز عن حبها والتفاهم معها بطلاقة, ولأنه بدون كل تلك الأساليب والتقنيات لن تثق به ولن يثق بها, لذا فالروحانية والوعي الروحي بالنسبة لي لا تتأتي بكثرة حضور الدورات وحفظ التقنيات, وحتى لو أتقنت ألف تقنية طاقية فلن يجعلك هذا روحانياً أو أقرب إلى الله أو حتى أقرب إلى نفسك أو أقرب إلى أي شيء آخر. ما أهدف إليه فعلاً ليس إلقاء الكثير من الدروس الأكاديمية عليك, فالتقنيات كما ستراها بسيطة للغاية, أنا أرغب فقط أن لا تخدع ببساطتها, وتلجأ إلى الطرق المعقدة فقط ليشعر عقلك بالرضى, وكثير من الناس أحيانناً يرفضون التحديات فقط لأنها تبدو سهلة.

ما أثار إهتمامي نحو تحليل تجربتي الخاصة, هو نقاش دار بيني وبين خبير للطاقة زعم خلاله بأن ذلك اليوم كان يفيض بالطاقة والوعي الكوني الذي يغمر أرجاء العالم! إعترضت على ذلك قائلاً بأنني لم أشعر بأنه يوم مميز بل عادي تماماً وأنه حتى البط في مزرعتنا لم يشعر بأمر مختلف في ذلك اليوم أيضاً, وانه من المحتمل جداً بأن كل أحاسيسه عن حالة الوعي والطاقة الكونية هي مجرد أوهام من عقله, عندها إتهمني بأن قدرتي على الإحساس بالطاقة ضعيفة جداً ومعدومة رغم أنني أزعم بقدرتي على الإسقاط النجمي. أثار ذلك إستغرابي! لماذا كثير من خبراء الطاقة لا يجيدون الإسقاط النجمي والأحلام الواضحة بالرغم من قدرتهم على التلاعب بالطاقة وإستخدامها في العلاج أو تحريك الأشياء عن بعد وماشابه, ولماذا أنا إختبرته بالذات رغم معرفتي البسيطة بعلوم الطاقة وتطبيقاتها, ما هو الفاصل بين علوم الطاقة والإسقاط النجمي والأحلام الواضحة؟ وإلى أي مدى كانت ممارساتي الأولى التي أدت إلى إكتشافي لهذا العالم الجميل الخاص بالخروج الواعي من الجسد قابلة للشرح وفق علوم الطاقة الموجودة اليوم, كوني لست خبير في مجال الطاقة فإنني سأشرح الأمر بإختصار حسب نظرتي الخاصة ثم ترك تحليلها للقراء المستنير الذي قد يرى هذا النص في المستقبل, من خلال خبرتي الخاصة المباشرة ومن جميع مصادر الكتب التي قرأتها في مجالات الإسقاط النجمي والأحلام الواضحة أستطيع الجزم أنه ليس من الواضح وجود علاقة أساسية بين علوم الطاقة وبين إختبار المرء لتجارب الخروج من الجسد والأحلام الواضحة. إن معظم المؤلفين والباحثين في هذا المجال هم أشخاص عادييون في المجتمع؛ في العادة كتّاب, علماء نفس واحياناً فنانيين. لم يتعلم معظم هؤلاء هذه المهارات عن طريق الذهاب إلى الهند أو الصين أو باقي دول الشرق, بل في العادة من خلال إلتزام عقلي وذهني معين وبشكل فطري وطبيعي.

إن الجواب حول لماذا حدثت معي ظواهر كالخروج من الجسد، التخاطر، الجلاء البصري وغيرها وجدته عند الإطلاع على علم يسمى "Sophrology" قرأته في كتاب للدكتور "Christian H. Godefroy." وكان عنوانه "Mind power " و يصف الكتاب في بدايته تجارب الكاتب مع بعض المجموعات الروحية وظهور قدرات فوق طبيعية لديها في بعض الحفلات أو الإجتماعات التي كانت تقيمها. خلاصة ما فهمته من الكتاب أنه عند دراسة هذه الظواهر وجد الكاتب بأن جميع الطقوس الروحية تحاول الوصول إلى حالة عقلية معينة يطلق عليه "Sophrological awareness" أو "الحالة ألفا أحياناً؛ وهي موجة عقلية كالتي يمكن الحصول عليها بالتأمل العميق أو السكون العقلي التام خلال التركيز على شيء خارجي أو جزء من الجسد أو حتى التركيز على نقطة في الفضاء لفترة معينة, لاحظ الدكتور كريستيان بأن الممارسات في المجموعات الروحية خاصة اليوجا تحاول الوصول إلى هذه الحالة العقلية لمدة كافية وعندها تبدأ القدرات الفوق فيزيائية بالظهور... هذا قلب فهمي للأمور لنحو 180 درجة, فلقد فهمت عندها أنه من خلال إجراء تقنية بسيطة كانت تساعدني في الوصول إلى الحالة ألفا أو "Sophrological awareness" وهي مزيج من التركيز والتأمل ولفترة زمنية معينة كان كافياً لظهور قدرات كالتخاطر، الإسقاط النجمي، الجلاء البصري وغيرها. هذه النقطة شديدة الأهمية وهذا النظام مبني بالكامل عليها, نحن لا نحاول الوصول إلى قدرات خارجة عن إمكانياتنا بطريقة معرفية معينة, بل نحن نحاول الكشف عن القليل مما لدينا من قدرات عن طريق الوصول إلى حالة الوعي التي توجد عندها تلك القدرات, أو بشكل آخر, نصل إلى العمق الكافي داخلنا والذي عنده تظهر إمكانياتنا الكامنة.

عندما درس نفس الباحث مسألة "الإستشفاء الذاتي" من خلال الإيمان وجد بأن الإستشفاء الذاتي هي قدرة طبيعية في الإنسان, فجميع الكائنات الحية لديها القدرة على تجديد الخلايا وهو ما نعنيه بالإستشفاء الذاتي ولكنها متفاوته في هذه القدرة, في الكائنات البدائية كالبكتيريا والكائنات البسيطة كالرخويات "الإسفنج مثلاُ" هذه القدرة لديها واضحة تماماً, فلو أحضرت كائن "إسفنج" وقسمته إلى جزئين فسينمو كل جزء ليكون كائن جديد, هذه القدرة تقل مع تطور الكائن, فنجم البحر يمتلك القدرة على تجديد طرف من أطرافه, والسمك يستطيع تجديد أجزاء بسيطة كالأسنان والزعانف وأنواع من الزواحف كالحرباء تستطيع تجديد الذيل, وعند الإنسان فهذه القدرة تبدو معدومة على تجديد الخلايا. ولكن الحقيقة أنها ليست معدومة تماماً هي ببساطة تسير ببطىء شديد, فأنت تخضع لعملية تجديد خلايا فعلياً خلال حياتك, فكل خلية في جسمك لها عمر معين عندها تموت ويتم إستبدالها بخلية آخرى, وكل سبعة أعوام على الأقل فكل الخلايا في جسدك تكون قد إستبدلت بشكل أو بآخر ما عدا خلايا الدماغ.

عندما كنت أقوم بصناعة مجسّم قبل بضعة أيام جرحت أحد أصابع يدي بشدة, وخلال ثلاث أيام فقط كانت الخلايا قد تجددت وإحتلت نفس المكان الذي يفترض أن تكون فيه بشكل مدهش لا يمكنني خلاله سوى تأمل العظمة الإلهية التي أنتجت هذه الأجساد المعقدة, علمية الإستشفاء السريع تتطلب تسريع عملية إنتاج الخلايا التي تحصل في العادة إلى نحو 30 ضعفاً ليتمكن الجسم من إنتاج عضو جديد كما تفعل الكائنات الأقل رقياً وعلى ما يبدو فإن عملية الإيمان هي ما تجعل الدماغ يصل إلى حالة الوعي "ألفا" التي تكشف قدرة الإستشفاء الذاتي القديمة, هذا مهم لتفهم المسألة حقاً, ولتفهم كل شيء يدور من حولك, وتفهم أيضاً لماذا على الرغم من تقدم علوم الطاقة وغيرها لم تتمكن من الإتيان بجزء بسيط جداً من القدرات العلاجية للسيد المسيح مثلاُ أو للصالحين السابقين؛ قدراتهم على العلاج كانت كافية لإعادة بصر الأعمى, شفاء الجروح فوراً وحتى إعادة الناس من الموت بقدرة الله وحتى شفاء الناس عن بعد! فيروى مثلاً أن أحد الصالحين كان يسير على الطريق فيشفى كل من يسير أو يقف بجانبه أو في الطريق, هذا لا يقارن بجلسات العلاج بالطاقة حيث يقوم "جراند ماستر" بتركيز كل طاقته أو جمع طاقة الكون وتركيزها لساعات متواصلة ليشفيك من الزكام أو إلتهاب ما, وأنا على يقين بأن الصالحين السابقين سواء السيد المسيح أو غيره لم يكونوا على علم بأي من تقنيات الطاقة الموجودة اليوم.

أنا لم أصل إلى الإسقاط النجمي خلال معرفة ما لأنني كنت أصغر من أن أستوعب أي معرفة في تلك السن المبكرة, كل ما فعلته هو إستخدام تقنية بسيطة جداً للوصول إلى الحالة "ألفا" والتي شعرت بالراحة عندها فأكثرت البقاء فيها وبالتالي ظهرت لي قدرات الخروج من الجسد والتخاطر والجلاء البصري والتي كانت كامنة أصلاً في داخلي وداخل كل كائن بشري آخر. هذا أمر لن يفهمه خبير الطاقة إذا تعلق كثيراً بمعرفته ونسي وعيه, وظن بأن هذه المعرفة أو إفناء حياته في جمعها سيحقق له طفرة ما في مجال الطاقة, أنا لا أحاول أن أعلمك أي شيء سوى الوصول إلى الحالة "ألفا" ومراحل أعمق في اللاوعي, إن المقياس الحقيقي للنجاح أو الحصول على نتائج حسب تجاربي الشخصية تكمن في البقاء بـ"حالة ألفا" لفترة كافية, عندما كنت أنقطع عن ممارسة تقنياتي لفترة طويلة فإن كل قدراتي كالإسسقاط النجمي أو مختبر للأحلام الواضحة تقل تدريجياً إلى أن تنعدم وأعود كشخص عادي بعد فترة بسيطة, وكأن للوعي عمق معين كعمق المياه في بحيرة! إذا إنخفضت المياه فيه فستظهر أطراف بعض الصخور الضخمة في القاع (وهي القدرات اللافيزيائية هنا) ولكن المياه في البركة تتجدد بإستمرار لتملىء البحيرة من جديد, حسب إعتقادي فقاع البحيرة هي ذاتنا الحقيقية, والمياه هي كل التراكمات اليومية من أفكار إعتقادات وطاقات سلبية ووعي منخفض وكل ما يبعدنا عن ذاتنا ويصنع شخصيات مزيفة, وحتى تلك المعرفة القيّمة إذا ما أنستنا من نحن وجعلتنا نحتقر ذاتنا فهي معرفة سيئة بالنسبة لي, فليس هناك ما تحققه, أنت الحقيقة! وكل ما عليك فعله هو إكتشافها.. وقصدي هنا حرفياً وليس مجازياً.

أتمنى في النهاية أن تستمتع بقراءة هذه التجارب وتستفيد منها قدر الإمكان, لأن فيها الكثير الذي يمكن حسب رأي أن يساعد من يمرون بنفس التجارب, ويشجعهم على المواصلة والتقدم وعدم اليأس أو الشعور بالإحباط إذا لم يحققوا ما يريدون بالسرعة الكافية.

أهدي هذا العمل البسيط للغاية والمتواضع إلى كل الأصدقاء الذين قبلوا أن يكونوا معي في هذه الرحلة ومنحوني الكثير من ثقتهم ووقتهم ومحبتهم والذين يشجعونني بإستمرار على التعلم والفهم والتطوير للوعي, متشاركين بأجزاء عميقة من حياتنا وتجاربنا ووجدونا سعياً نحو الإرتقاء جميعاً نحو الحقيقة واليقين.

ولا أعرف لماذا ولكن لدي إحساس جيد حول هذا الأمر, وأنا على ثقة بأن المستقبل سيحمل لنا العديد من المفاجآت غير المتوقعة والكثير والكثير مما قد نتعلمه أو نعلمه في هذا المجال.

وبالأمل والإصرار نسير معاً نحو إلى النجوم البعيدة :)

 

 

 

محمد العمصي

5-12-2011

مقال حصـــري

 

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

  

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية